الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
سورۃ آل عمران, آيۃ 134
سمر طالبة في الصف الثاني، وهي بنت عصبيّة مُعتَدّة بنفسها وتصرُخ في وجه كلّ مَن يحاول الاقتراب منها. لا تكترث لأحد. في صباح هذا اليوم، عندما دخل المعلّم إلى الصف، صرخت سمر في وجه أمير لأنه داس على حقيبتها عن طريق الخطأ. توجّه المعلّم إلى سمر وقال لها: “شكرًا لك يا سمر على ما فعلت”. شعرت سمر بشيء من عدم الارتياح لأن المعلّم سمعها. وبدأت تبكي.
المعلّم: اشرحي لي، فقط، لماذا تبكين يا سمر؟
سمر: لأنني صرختُ عندما دخلت إلى الصف.
المعلّم: يا سمر، أريدك أن أعطيك وظيفة بيتيّة. أريدك أن تفكّري قليلاً في ما كان سيحصل لو كنتِ أنت التي دُست بلا قصد على حقيبة أمير. هل كان سيصرخ، أيضًا كما صرخت أنت؟
سمر: (بسرعة) لا، ما كان سيصرُخ.
المعلّم: قلتُ إن هذه وظيفة بيتيّة. إيتيني غدًا بالجواب.
وفي آخر اليوم الدراسيّ، توجّه أمير إلى سمر وقال لها: “يا سمر، صحيح أنك أخطأت بتصرفك معي، لكنني أريد أن أساعدك وأن أسدِيَ لك نصيحة. افتحي القرآن الكريم في البيت على سورة آل عمران، واقرئي الآية 134. فهناك ستجدين الجواب”.
هروَلت سمر إلى بيتها، وما أن وصلت حتى تناولت المصحف الشريف وفتحته على سورة آل عمران وبحثت حتى وجدت الآية رقم 134 والتي يقول فيها عز وجل: “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”. وما أن قرأتها حتى أدركت ما قصده أمير؟
في اليوم التالي جاءت سمر بهدية صغيرة لأمير وقالت له أمام الصف كلّه: “أرجو يا أمير أن تقبل منّي هذه الهدية المتواضعة لأنك، فعلاً، علّمتني شيئًا مهمًّا جدًّا – علّمتني كيف أتمالك نفسي، وأرجو أن تسامحني على ما فعلتُ”.
صحيح أن سمر وُصِفت في البداية كبنت عصبية مُعتَدّة بنفسها، إلاّ أننا نرى، أيضًا، أن من شأنها، فورَ ملاحظة المعلّم لها، أن تتحمّل مسؤولية أفعالها، وأن تبكي وتعترف بأن زميلها أميرًا ما كان سيتصرف مثلها. سلوكها هذا يُحسَب لها طبعًا لا عليها. كما أن لأمير الكثير من الامتيازات. إنه يتغلب على إساءة سمر له، ويُحاول مساعدتها، حيث يقوم بذلك بصورة جميلة جدًّا. وفي الأخير، تعرض لنا سمر قدرتها على استخدام الآية القرآنية الكريمة التي دلّها عليها أمير، وقدرتها في التغلّب على غضبها الأول، وأن تطلب منه السماح، أيضًا. وبهذا، فإن ثلاثتهم:، سمر، وأميرًا والمعلّم، كلّهم عمليًّا، يطبّقون هذه الآية القرآنية الكريمة المهمّة التي تذكّرنا جميعا كم من المهمّ أن نتجاوز غضبنا وأن نسامح الآخرين.