درسنا في عام 2007، نحن خمسة عشر طالبًا بدويًا – موضوع الاستشارة التربوية، بهدف الحصول على شهادة الماجستير. وكان ضمن هذه الدراسة مساق “علم النفس التطوري” الذي يحاضر فيه د . عوفر غروزبرد. وبينما كانت المحاضرات تمضي كالمعتاد، توجهتُ للمحاضر، وقلت له: “أتريد أن أقول لك الحقيقة؟ إن كل ما تعلمناه لا يجدي ولا يساعدنا”.
وضّحت له أنه ربما سيأتيني أحدهم غدًا – وأنا المستشارة التربوية -، وهو يقول لي مؤكدًا: “مسني الجن”، أو يقول شيئًا من هذا القبيل مما يتردد في مجتمعنا ومعتقداته. فكيف- بالله عليك تفيدني موادك هذه التي تعلمنا إياها؟”
“إذاً، ما الذي يساعد؟” سألني عوفر.
أجبته: “إنه القرآن الكريم”.
طلب عوفر أن أوضح له جلية الأمر. فقلت له – إن اقتباس آية من القرآن في سياقها، وفي إبّانها، يترك تأثيرًا عظيمًا على جماعة المسلمين – لا يضاهيه تأثير آخر.
في المحاضرة التالية حضر عوفر إلى مجموعته وهو يحمل أجزاء القرآن الثلاثين.وزع بيننا هذا الأجزاء، ودعانا لأن نستخرج الآيات التي تتطرق إلى الناحية التربوية العلاجية – في كل جزء وجزء.
وسرعان ما اتضح لنا أنها واردة كثيرًا في القرآن، وذلك على غرار الآيات التي تدعو الإنسان إلى أن يتحمل المسؤولية، أن يقول الحق ويصدُق، أن يحترم الآخرين…إلخ
ثم دعانا عوفر إلى أن نؤلف قصة قصيرة تلائم كل آية من الآيات التي اخترناها، وتكون القصة من وحي حياتنا اليومية، بحيث تمثل صورة يعرضها الأب أو المعلم (المربي)، ومن خلالها يتم نقل رسالة الآية أو فحواها.
لقد جمعنا معًا أكثر من ثلاثمائة قصة، وكان أن أضاف عوفر بعد كل قصة تعليلاً سيكلوجيًا – تربويًا، يسيــراً وقصيراً، ومن هنا كان الاسم: القرآن الكريم لتربية الطفل.
بشرى مزاريب
الطالبة البدوية المبادرة للمشروع.